بات العديد من رواد الأعمال الناجحين يدركون انه من أجل تحقيق النجاح، لا بد للمرء من معرفة كيفية التأثير في قاعدة العملاء المحتملين. ومن أشهر

رواد الأعمال المعاصرين والذين عرفوا ذلك نذكر توني هسي من (زابوس- (Zappos و وكيسي شيهان من (باتاغونيا- Patagonia). فقد أدرك

هؤلاء وغيرهم الكثير أن التأثير في الناس لا يعني حملهم على فعل ما تريد دون إبطاء، بل الاستماع إليهم والتحاور معهم والعمل على

بناء علاقة متوازنة وسليمة تمتد لتلبي احتياجاتهم وتعود على أصحاب الأعمال أيضا بالنفع. فنحن نعيش في عالم صعب، يشكك حتى في محاولات

الإقناع اللطيفة بالشراء.

فإن كانت مؤسستك لا تزال تركز على الأسلوب الفجّ والمدرسة التقليدية في البيع، فلا شك أن جهودك التسويقية ما عادت تأتي بالنتيجة المطلوبة

، وقد حان الوقت لإعادة النظر في الأسلوب الذي تتبعه، فعالم التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه يتمحور حول بناء العلاقات الجديدة مع العديد من

الأشخاص الجدد.

وكيف يمكن إذاً لرائد الأعمال أن يحدث التأثير المطلوب في زملاء العمل وفي فريقه، ليمتد إلى شركائه التجاريين وحتى عملائه؟ جميع هذه الأمور

مذكورة في الكتاب الجديد بعنوان (التأثير الحقيقي: إقناع وكسب العملاء دون دفعهم إلى الشراء أو اللجوء إلى الاستسلام) والذي قام بتأليفه كل من

خبير الأعمال مارك غولستون والمدرب التنفيذي جون اولمن. ويتحدث المؤلفان في كتابهما عن هذه القضايا من خلال وصف نموذج من

4 خطوات يهدف إلى الربط والتأثير على الناس في هذه الثقافة الجديدة، وهذه الخطوات هي:

.

1 . قم بإلهام الناس لتحقيق النتائج العظيمة التي يحلمون بها:

قم بالتركيز على الأمور الثلاثة المطلوبة في أي انجاز على أي صعيد، وهي النتيجة، والسمعة والعلاقات. ركز على بناء علاقات ممتازة وطويلة الأمد،

فرواد الأعمال الناجحون يحدثون تغييرا حقيقيا في حياة الناس. استثمر في العلاقات التي ستحقق منافع ملموسة لك.

.

2 . تعلم كيف تستمع بعناية لتفهم كيف يعيش الآخرون:

ولا نقصد بذلك أن تستمع وأنت تفكر في إجابة محتملة، أو تقوم بالاستماع إليهم وأنت تتجاهل الأجزاء المهمة في حديثهم، أو أن تمارس سياسة

الاستماع الدفاعي، بل المقصود هنا هو أن تبدي رغبة حقيقية في التعرف إليهم ومعرفة طريقة معيشتهم لتصبح قادرا على

التواصل معهم بصورة أفضل. 

.

.

3 . تواصل مع الناس في محيطهم الخاص:

والسر في هذا أن تكون قادرا على فهمهم وفهم ما يقومون به بالكامل، وأن تكون قادرا على استيعاب المسار الذي اختاروه لتحقيق أهدافهم. الأمر الذي

سيجعلهم يشعرون بأنك تعمل معهم ومن أجلهم لا لتحقيق أهدافك فقط.

.

4 . قم بتخطي التوقعات لتتفوق في عملك:

وهذا يعني أن تفعل كل شيء من بدايته إلى نهايته بكثير من العناية والاهتمام. وأن تضع الجودة دائما نصب عينيك. حاول أن توجد الوسائل لتجعل

عملائك يشعرون بأهميتهم طيلة الوقت. حاول دائما تجاوز التوقعات واطلب من فريقك القيام بمهام إضافية.

.

.

وبعد أن تشعر أنك قد تمكنت من الخطوات الأربع الآنفة الذكر، بوسعك الانتقال إلى خطوات أخرى من شأنها أن تجعلك أكثر تأثيرا وقيمة في حياة

عملائك والأشخاص من حولك. واليك ما يمكن القيام به:

.

1 . اسمح للمصاعب بأن تقودك لتحقيق النجاح:

لا تدع كلمة (لا أستطيع) تقودك إلى الفشل. ولا تنس أن وراء كل تجربة سيئة درس مستفاد. تعايش مع مشاعرك السلبية، لأنك حين تقوم بهذا تصبح

قادرا على التعامل معها. وتحلّ دوما بالشجاعة الكافية لتحقيق ما تصبو إليه.

.

2 . تنحى حين يكون الوقت ملائما:

لا شك أنك تتعلق بنجاحاتك المتتابعة حتى يصبح كل منها جزءا من شخصيتك. ويغدو من الصعب عليك أن تترك المهام لغيرك من الرؤساء التنفيذيين

والمدراء في مؤسستك. لكن قوتك الحقيقية تظهر في قدرتك على الابتعاد وتسليم المهام المختلفة للأشخاص الذين اخترتهم. فمن شأن هذا الأمر أن يضمن

نجاحك لفترة أطول وأن يفسح أمامك المجال لرؤية الفرص الأخرى التي تلوح في الأفق.

.

3 . قم بإصلاح أخطائك فورا:

جميعنا بحاجة لأن نتعلم كيفية إصلاح الأخطاء التي قمنا بها بعد ارتكابنا لها. كن متواضعا وشجاعا بالقدر الكافي للاعتراف بأخطائك وحاول الاعتذار

لمن سببت لهم أي ضرر أو ألم. دع الآخرين يساعدونك في إصلاح الخطأ الذي قمت به، فهم سيحترمونك وسيتعلمون من أخطائك.

.

4 . أظهر الامتنان لمن حولك:

حين تظهر الامتنان لأي من المحيطين بك سواء بشكل شخصي أو من بعيد، فهذا الأمر بحد ذاته يولد الامتنان لديه أيضا باتجاهك، الأمر الذي من شأنه

أن يخلق رابطة خاصة بين كليكما.

.

أن تكون رائد أعمال في عالم اليوم يعني أن تستمع أكثر لتتمكن من التأثير في العملاء بصورة أفضل، فقد ولت أيام البيع المباشر، وأصبح عصرنا

الحالي بحاجة إلى طرق إقناع ألطف، فهل أنت مستعد لهذا؟