هل تنوي تغيير مهنتك ؟ 5 أشياء ضعها في اعتبارك قبل فعل ذلك
1 أغسطس، 2021بروتوكول استقبال الموظفين الجدد
2 أغسطس، 2021
أمام تنامي حدة المنافسة بين الشركات ورواد الأعمال، أصبح التركيز منصبًا على الوصول إلى أقصى درجات
إرضاء العملاء وتحسين الجودة، وهذه الأخيرة يمكن الاستثمار فيها اعتمادًا على مجموعة من الأدوات من بينها
مخطط باريتو (Pareto chart) الذي يعد أحد أدوات الجودة الأساسية السبع. في هذا المقال، نقربكم أكثر من
هذا المخطط من أجل استغلاله بشكل أفضل في إدارة الأعمال والجودة.
.
ما هو مخطط باريتو؟
مخطط باريتو ويعرف أيضًا بـ (تحليل باريتو) عبارة عن أداة تحليلية تتخذ شكل رسم بياني بالأعمدة والمنحنى،
يستخدم لتحديد حجم العيوب والشكاوى الأكثر انتشارًا وتأثيرًا على الأعمال، إنه أداة أساسية في إدارة الجودة
حيث تصنف العيوب والانحرافات عن المواصفات إلى صنفين: القلة المؤثرة والكثرة قليلة التأثير. .
الغرض من هذا المخطط، هو فصل وتمييز العوامل الأكثر أهمية عن تلك الأقل منها، أي تحديد موضع الخلل
في إنجاز العمل بكل دقة مما يساعد على تركيز الجهود في أثناء اختيار وتطبيق الحلول الممكنة لتجاوز أسباب
المشكل. وعلى الرغم من بساطته، إلا أنه يمكن اعتبار مبدأ باريتو أحد أقوى وأهم أدوات حل المشكلات، فهو
يضمن إجراء تقسيمات فرعية وتحليلات متعددة تسمح بالوصول إلى أكثر المشكلات تأثيرًا على صيرورة العمل
والتي تستدعي قدرًا أكبر من الاهتمام.
يتيح تحليل باريتو معرفة المشكلات التي تستدعي اهتمامًا أكبر، فهو وسيلة فعالة من أجل تحديد أولويات
التدخل مما يسهم في تحسين الوضع. وإذا كان مخطط باريتو يُعنى بإدارة الجودة فإن مجالات استخدامه
أصبحت عديدة، إذ يمكن الاعتماد عليه في اتخاذ إجراءات قليلة، يمكن أن تساهم بشكل كبير في تخفيض
تكاليف الإنتاج.
فيمكن اعتماد المخطط في مراقبة أداء الموارد البشرية، ليس هذا فقط، بل يمكن أن نعتمد عليه كأفراد في
مراقبة وتسيير نفقاتنا من أجل ضبط عوامل التبدير وسوء التسيير، إنه أداة شاملة يمكن توظيفها في الكثير
من الأمور والمجالات.
.
كيف ظهر مخطط باريتو؟
وُضع تحليل باريتو من طرف رجل اقتصاد إيطالي يدعى “فيلفريدو باريتو” (1824-1923)، إذ قام هذا الأخير
بإجراء دراسة في أوروبا أواخر القرن العشرين تمحورت حول الفقر والثروة، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن فئة
قليلة من الأشخاص تستحوذ على النسبة الأكبر من الثروات.
بلغة الأرقام، وجد باريتو أن 80%من الثروات هي تحت هيمنة 20% من الأشخاص، ومن هذا المنطلق تبلور مبدأ
القلة المهمة مقابل الكثرة التافهة، بمعنى أن نسبة قليلة من الأسباب تؤدي إلى حدوث تأثيرات كبيرة، على
سبيل المثال تأتي 80% من الشكاوى من 20% من العملاء. وقد اقترح “جوزيف جوران” الأستاذ في إدارة
الجودة هذا المبدأ وأطلق عليه اسم الاقتصادي الإيطالي باريتو، ليصبح بعد ذلك أحد أهم أدوات إدارة الجودة.
.
شكل مخطط باريتو
مخطط باريتو رسم بياني بالأعمدة يقوم بترتيبها من الأكبر يسارًا إلى الأصغر يمينًا. حيث ترمز الأشرطة الأكبر
على اليسار إلى العوامل الأكثر تأثيرًا من تلك الموجودة على اليمين. ترتيب الأعمدة بهذه الطريقة يساعد على
تحديد مصدر الخلل. بمجرد النظر إلى هذا المخطط يسهل تحديد المشكل الأكثر أهمية وحجم تأثيره مقارنةً مع
باقي المشكلات.
.
فوائد مخطط باريتو
-سهولة التعرف على الأسباب الرئيسية المؤدية إلى حدوث العيوب وإدراك حجم تأثيرها حتى وإن كانت نسبتها
قليلة، وذلك انطلاقًا من مبدأ 80/20.
-يرتب العيوب حسب خطورتها من الأكبر إلى الأصغر وهو ما يعني إمكانية تركيز الجهود من أجل تجاوزها، مما
يحد من إضاعة الوقت في التعامل مع المشكلات الأقل تأثيرًا.
-يزيد مخطط باريتو من اكتساب الأفراد للعديد من المهارات، كمهارة إدارة المهام، التخطيط واتخاذ القرار
والبحث عن الحلول كما يسمح بتطوير إدارة العلامة التجارية.
.
خطوات وضع تحليل باريتو
يمكن رسم مخطط باريتو بخطوات بسيطة إما يدويًا أو اعتمادًا على بعض البرامج المخصصة لذلك مثل
ميكروسوفت إكسيل، نستعرض فيما يلي أهم هذه الخطوات ثم نوضح ذلك من خلال مثال تطبيقي:
-رسم جدول يتكون من أربع خانات، نخصص الخانة الأولى لسرد العيوب، والثانية لعدد تكرارها ثم الثالثة للنسبة
المئوية لكل عيب، أما الأخيرة فتخصص للنسبة المئوية التراكمية كما هو موضح في المثال التطبيقي.
-ترتيب الأسباب حسب حجم تكرارها وهو ما يعكس أهميتها ودرجة تأثيرها.
-حساب النسبة المئوية والنسبة المئوية التراكمية لكل عيب.
-رسم المبيان حيث نخصص المحور الأفقي لترتيب العيوب، والعمود الأيسر لنسبة التكرارات والأيمن
للنسب المئوية التراكمية
-رسم أعمدة المبيان على شكل مستطيلات يمثل كل واحد منها عيبًا واحدًا يتناسب طوله مع نسبة تكرار
العيوب وذلك من الأكبر إلى الأصغر.
-في منتصف كل عمود نرسم نقطة تمثل النسبة المئوية التراكمية، ثم نصل بين هذه النقاط للحصول
على المنحنى.
.
عيوب مخطط باريتو
رغم دوره في تحديد أهم المشاكل التي تستدعي تركيز الجهود من أجل مواجهتها، إلا أن تحليل باريتو تشوبه
بعض النواقص والتي تتجلى أساسًا في:
يركز مبدأ باريتو على أن 20% من العوامل تكون مسؤولة عن 80% من المشكلات، رغم ذلك لا يمكن الاعتماد
عليه في معرفة الأسباب الجذرية للمشكلة. فمثلًا يمكن أن يشير تحليل باريتو إلى أن 80 من شكاوى العملاء
ناتجة عن تأخر التسليم، في هذه الحالة تم التوصل إلى العامل الأساسي وراء الشكاوى غير أنه لا يمكن معرفة
السبب الجذري لهذا التأخر.
يركز تحليل باريتو على البيانات السابقة التي تضمنت مجموعة من العوامل المسببة للعيوب، وبالتالي فهو لا
يستطيع تقديم توقعات مستقبلية حيث يمكن أن تظهر عوامل جديدة ليست لها علاقة بتلك التي سبقت.
يعتمد نجاح مخطط باريتو على دقة تسجيل كل مشكلة، فالفشل في تحديد العيوب بكل دقة سيعني تحقيق
نتائج غير مرضية.