توم زاكي.. مؤسس تيرا سيكل
4 نوفمبر، 2019كيف تتغلب على نقاط ضعفك المختلفة؟
5 نوفمبر، 2019
إن الخطوة الأولى في إنتاج أو تصنيع منتج من المنتجات هي شراء مكونات هذا المنتج، ومواده الأولية، لكن ما يميز بعض المؤسسات عن بعضها
الآخر، من حيث الالتزام بمعايير المسؤولية الاجتماعية، هو الشراء الأخضر.
الشراء الأخضر يعني، في أبسط معانيه، شراء المواد الأولية الأقل ضررًا للبيئة أو حتى عديمة الضرر؛ عبر إنتاجها أو استخدامها أو بعد
عملية الاستخدام.
إن الهدف من عملية الشراء هذه هو الحفاظ على البيئة طوال دورة حياة المنتج؛ منذ الخطوة الأولى في إنتاجه إلى أن يتحول إلى مخلفات ونفايات.
هذه الطريقة في الشراء تميز الشركات عن بعضها.
وهي تشير، كذلك، إلى أعلى مستوى من الوعي البيئي لدى الشركات والمؤسسات الصناعية التي قررت الالتزام بمسؤوليتها البيئية، وإقامة علاقة
ودية بينها وبين البيئة.
.
التسويق الأخضر والمسؤولية البيئية:
إذا أرادت شركة ما اتباع استراتيجية التسويق الأخضر، فإنها ستلجأ حتمًا إلى الشراء الأخضر؛ وذلك نظرًا لعدة أسباب منها: أن هذا النمط من الشراء
يعتبر وسيلة دعاية وآلية جذب تسويقية في حد ذاتها، ناهيك عن أن الشراء والتسويق _في هذه الحالة_ سيؤدي كل منهما إلى الآخر، بمعنى أنهما
سيكونان متناغمان؛ فإذا كنا نريد منتجات صديقة للبيئة فلنحرص، إذًا، على شراء مكونات ومواد أولية لا تحدث أي ضرر بالبيئة أو يكون ضررها أقل
ما يمكن.
.
أنظمة ومعايير خاصة:
والآن لنفترض أن شركة من الشركات قررت الالتزام بمعايير الشراء الأخضر، فإنها سنجد أنها تضع لنفسها معاييرها وأسسها الخاصة؛ فهي مثلاً،
ستسن أنظمة الإدارة البيئية التي تضمن لها التعامل مع موردين يلتزمون بتقديم مواد أولية صديقة للبيئة.
وهو الأمر الذي يعني أنها ستقوم بفلترة هؤلاء الموردين، والتعامل فقط مع أولئك الموردين الذين يتفقون مع أنظمتها ومعاييرها الخاصة التي استحدثتها
لنفسها؛ لتقيم، في النهاية، علاقة صداقة بين البيئة ومنتجاتها.
لن يقتصر أمر هذه المعايير الخاصة على اختصار وفلترة الموردين فحسب، بل ستفحص، وبشكل دقيق، هذه المواد الأولية وتلك المدخلات؛ لتتأكد من
أن أيًا منها لن يحدث أي ضرر بالبيئة خلال دورة حياة المنتج الطويلة.
يُلاحظ مما فات أن الالتزام البيئي من الشركات، أو العمل على المصالحة بين البيئة والصناعة ليس بالأمر السهل أو الميسور، وإنما هو ضرورة؛ فلو
تخيلنا أننا استمرينا في “إنهاك كوكب الأرض” _وهذا بالمناسبة عنوان كتاب لـ ليستر ر. براون_ والسطو على موارده، فإن الأرض ستتحول في
النهاية إلى هباء، وسنموت جميعًا جوعًا وعطشًا.
لقد تخطى الأمر، إذًا، مجرد استخدام المسؤولية البيئية للشركات كآلية أو استراتيجية تسويقية ودعائية، ومجرد فكرة تحقيق الربح طويل الأمد، إنما
هو، وفي العمق، إدراك للكارثة، ومحاولة للتعامل معها تعاملاً أمثل، والخروج من هذه المعضلة بأقل الخسائر.