نظام الأجور.. كيف يكون وسيلة لجذب الكفاءات؟
6 يناير، 2020قواعد إدارة مواقع التواصل وتحقيق أهداف الشركات
6 يناير، 2020
لا يعتمد التفكير الاستراتيجي سوى على استخدام الماضي كآلية للانطلاق باتجاه الحاضر، وصناعة المستقبل، وعلى ذلك تكون كل الاستراتيجيات
الماضية موضوعة موضع التفكير والتأمل؛ أملًا في أن تكون أداة طيعة في صياغة خطط جديدة، هذا بالضبط ما نعنيه بـ اجترار الخطط.
هذه المنهجية تُمكّننا من تأمل ماضي الشركة_معتمدة على بعض الخطط الاستراتيجية الماضية_ ومدى إسهام تفكيرها الاستراتيجي في تطويرها والدفع
بها قُدمًا، وتحديد تلك النقاط التي تم التركيز عليها، والأخرى التي تم إهمالها.
وهكذا تمسي كل عملية تخطيط جديدة بمثابة اجترار الخطط القديمة أولًا، وتقييمها، وتحديد نقاط قوتها التي سيتم إبقاؤها في الخطة الحالية التي يُجرى،
حاليًا، صناعتها، وتعيين نقاط الضعف التي سيتم استبعادها حاليًا.
.
إعادة هندسة القرارات
من المؤكد أن المؤسسة اتخذت، عبر تاريخها الماضي، الكثير من القرارات _القائمة على خطط استراتيجية ما_ وقررت استخدام بعض الاختيارات،
واستبعاد بعضها الآخر، كل هذا التاريخ من التخطيط الاستراتيجي يتم تأمله، وإعادة النظر فيه عند كل مرة يتم فيها التفكير في وضع خطة
استراتيجية جديدة.
وتأمل هذا الركام الكبير من تاريخ التخطيط الاستراتيجي الخاص بمؤسسة ما ليس عملًا سهلًا ولا ميسورًا، بل على العكس من ذلك، ولكن أهميته تنبع
من احتوائه على الخطوط العامة والعريضة لعقل المؤسسة؛ وبالتالي يكون النظر إليه وإعادة فحصه وتقييمه فرصة لإعادة وضع الأمور في نصابها
وتصحيح الأخطاء.
وحالما نجري عملية الفرز والتقييم والمراجعة سنكتشف أن ما لم يكن صالحًا أو مناسبًا من خطط أو اختيارات، أو قرارات، أمسى راهنًا ومناسبًا في
الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يعني ألا شيء نفعله يذهب سدى، ولا هباءً منثورًا، بل لكل شيء توقيته المناسب.
ناهيك عن أن الزمن _حامل التغييرات والمستجدات_ هو المتحكم في الخطط وليس العكس؛ وهل التخطيط إلا محاولة مسايرة الزمن والتأقلم
مع متغيراته ومستجداته؟!
.
مكاسب جانبية
إذا كنا أصّلنا أن علمية اجترار الخطط السالفة، وإعادة فرزها وتقييمها، ووضعها على منضدة النقد التشريح أمر صعب ومرهق إلى حد كبير، لكنه،
وعلى الرغم من هذه الصعوبات التي تكتنفه، ينطوي على الكثير من المكاسب الجانبية؛ التي تجنيها المؤسسة أثناء إجرائها عملية التخطيط الاستراتيجي
دون حتى أن تكون هذه المكاسب في حسبانها ولا موضع اعتبار من قِبلها.
فمثلًا، سنجد أنفسنا، إبان قيامنا باجترار الخطط الماضية، قيّمنا وضع المؤسسة ككل، وهو مكسب تسويقي بالمناسبة، وتمكنا من معرفة ما وضع هذه
المؤسسة في السوق بشكل دقيق ومحدد.
ليس هذا فقط، بل سنكتشف أننا جمعنا، وربما دون إرادة مسبّقة منا، الكثير من المعلومات عن المنافسين، ومعرفة مواطن قوتهم وضعفهم، وماهية
القطاعات التي يمكن منافستهم فيها.