كواليس عالم التمويل
3 ديسمبر، 20195 أسباب لرفض تمويل المشروع الخاص بك
3 ديسمبر، 2019
الاسم: كريس جاردنر
السن: 65 عامًا
الجنسية: أمريكي
اسم الشركة: Christopher Gardner International Holdings
“كان البقاء دافعًا لي، وليس تحديًا”؛ هكذا وصف كريس جاردنر؛ رائد الأعمال الأمريكي الشهير، وعملاق البورصة، حياته التي انقلبت رأسًا على عقب؛
لاجتهاده ونجاحه في تخطي العديد من العقبات؛ ليغدو العدّاء الأشهر نحو السعادة، ويكتب قصته على صفحات كتاب تارة، وعلى لقطات فنية استثنائية في
فيلم سينمائي تارة أخرى. فكيف كانت رحلة الرجل الذي نشر الإيجابية على مستوى العالم، وشارك أيضًا في حديث “مسك”، ضمن فعاليات
موسم الرياض؟
.
البداية
وُلد كريس جاردنر، في التاسع من فبراير لعام 1954، في ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث عانى من طفولة قاسية في منزل زوج والدته،
الذي لم يجد منه إلا القسوة.
لم يترك كريس المجال لقسوة زوج والدته ليدمر روحه المعنوية؛ إذ تعلّم من والدته كيفية المثابرة، والاعتماد على الذات؛ ما ساعده في تخطي التحديات
التي واجهته منذ نعومة أظافره، لا سيما عندما اضطر للعيش في ملجأ متواضع.
التحق كريس بالبحرية الأمريكية، وأدى خدمته لفترة 4 سنوات في قاعدة بشمال كارولينا؛ حيث تعرّف على الجراح “روبرت إيليس”، الذي عمل معه
لاحقًا عقب انتهاء الخدمة العسكرية التي قضاها كاملة.
خلال عامين، أظهر جاردنر مهارة كبيرة في العمل؛ ما جعله يستحق منصب المسؤول عن المختبر، كما بدأ في كتابة مقالات طبية بصحبة
الدكتور إيليس.
.
وهم السعادة
توهّم كريس أن الحياة ابتسمت له، عندما عمل مع “إيليس” في المستشفيات، والمعامل الطبية؛ حيث بدأ يدّخر الأموال التي ساعدته ـ فيما بعد ـ في
الزواج من “شيري دايسون” عام 1977، لكن الحياة لطمته بمشكلات متتالية، أغرقته في دوامات لا حصر لها.
عانى كريس جاردنر من الظروف المالية الصعبة، وبات الزوج الفقير على أعتاب مرحلة جديدة من حياته، برفقة طفله الوحيد “كريستوفر”؛ ليبدأ فصلًا
جديدًا ،يكتب فيه عن آلام الحياة الاجتماعية، عقب الانفصال عام 1986، وترك عمله الوحيد.
اضطر كريس للعمل كبائع متنقل، دون شعلة تفاؤل تنير طريقه، فأصبح مشردًا برفقة نجله الصغير الذي رفض أن يتخلّى عنه، بل أغدق عليه بالمحبة،
وفي الليالي التي خانته فيها الدموع، كان يبتسم في وجه صغيره؛ ليعطه أملاً جديدًا، ويترك له درسًا عن الإصرار على الحياة.
.
الطريق نحو النجاح
في لحظةٍ ما، قررت الحياة أن تكافئه على إصراره، فشاهد سيارة فيراري فارهة، يقودها رجل تبدو عليه ملامح الثراء الفاحش، فلم يتردد في سؤاله
بحماس شديد: “ماذا تعمل؟”. وكانت الإجابة التي غيّرت حياته للأبد!
كان الرجل يعمل سمسارًا في البورصة، فتبدلت لدى كريس العديد من المفاهيم والأفكار؛ حيث قرر اقتحام عالم البورصة، ويتقدّم للعمل لدى
إحدى الشركات.
خلال فترة قياسية، عمل كريس متدربًا بلا أجر في شركة “E.F.Hutton”؛ إلا أنه صُدم عندما اقتيد إلى سجن الولاية؛ بسبب عدم سداد غرامات
وقوف السيارة، فقضى هناك 10 أيام متتالية، كادت تتسبب في ضياع فرصة تدريبه بشركة الأوراق المالية.
وعندما خرج، وجد الفرصة ما زالت سانحة أمامه للالتحاق بالتدريب، في الوقت الذي كان بلا مصدر دخل، لكنه لم يتخل عن حلمه في التمتُع ببعض
الراحة، وتوفير حياة كريمة لنجله.
.
التشرد والوحدة
مع نفاد الأموال التي كانت بحوزته، ومع العمل دون مقابل مادي، وجد كريس نفسه، يتعامل مع تحدٍ جديد؛ فكان يأكل الطعام المقدم من الجمعيات
الخيرية، ويضطر للنوم في أماكن اتسعت له مع صغيره، بداية من محطات القطارات، ونهاية بالحمامات العامة في الشوارع.
لم يكن عمله الجاد، واجتهاده في التدريب أن يضيع هباءً، فلكل مجتهد نصيب؛ إذ فوجئ الرجل المثابر بخبر قبوله في الشركة الكبرى؛ ليكون ذلك إيذانًا
ببداية طريق النجاح.
أثبت كريس نفسه في عالم البورصة سريعًا، وتمكن من ادخار أموال من جديد؛ ليؤسس شركته الصغيرة للأوراق المالية Gardner Rich & Co،
التي بدأت برأس مال 10 آلاف دولار؛ لتصبح قيمتها الآن بالملايين في سنوات قليلة.
.
رائد من ذهب
حققت مؤسسة جاردنر نجاحًا كبيرًا؛ إذ امتلك معظم أسهمها، لكنه قرر في عام 2006، بيع أسهم المؤسسة مقابل عدة ملايين من الدولارات، ليفتتح
مؤسسته الجديدة القابضة باسم Christopher Gardner International Holdings، وافتتح لها عدة فروع في سان فرانسيسكو، شيكاجو،
ونيويورك.
تحفز كريس جاردنر لكتابة سيرته الذاتية؛ لإلهام كثير من الناس في العالم ممن يمرون بظروف قاسية، فكان كتابة
“The Pursuit Of Happyness”، أو “الباحث عن السعادة”، بمثابة نجاح آخر؛ إذ اختارته هوليوود ليكون فيلمًا سينمائيًا، بطولة النجم الأمريكي
الشهير “ويل سميث”، حقق إيرادات تخطت 300 مليون دولار، ورُشح لجائزة الأوسكار.
بات كل ما يلمسه كريس جاردنر يتحوّل إلى ذهب، ويملأ نفوس العالم بالأمل، وروح الإصرار على تطوير الذات، وعدم التخلي عن الأمل. وبعد أن
تعدى الستين عامًا، قرر التنقّل بين دول العالم؛ لنشر أفكاره الإيجابية، والتفرّغ كمحاضر عالمي.
لم يكشف كريس عن أسرار نجاحه في البورصة فحسب، بل روى كيفية تكوين عقليته الإيجابية التي ساعدت الرجل المشرّد الذي اعتاد أن يلتحف
الطرقات مع طفله الصغير، في العبور بأمان نحو عالم الأعمال، وتحقيق الملايين من الدولارات.
.
الدروس المستفادة:
1. التشبث بالإصرار: لا يتخلّى رائد الأعمال عن إصراره على تحقيق النجاح، وتطوير الذات، والسعي نحو توفير حياة كريمة له ولذويه.
2. الاجتهاد: يصر رائد الأعمال الناجح على الاجتهاد، والعمل الجاد؛ سعيًا لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.
الإيجابية: توفر الإيجابية نمط حياة صحيًا، وتعزز من التفاؤل الذي ينعكس بالضرورة على العمل.