جاك سعادة.. ملك الشحن في العالم
12 يناير، 20204 عناصر لإدارة المؤسسات بشكل فعال
12 يناير، 2020
رؤية المشروع هي أول ما يتم التفكير، وآخر ما نريد الوصول إليه، هي بمثابة التفكير في المستقبل المثالي لهذا المشروع أو ذاك، لكنها ليست مجرد
حلمًا مثاليًا فحسب، بل هي في الوقت ذاته البوصلة والنبراس الذي يضيء لنا الطريق الذي نقطعه من موقعنا الحالي إلى تلك النقطة التي نعتبرها
مستقبلنا الأمثل.
ثمة أمور يتم التفكير فيها عند إطلاق المشروع الناشئ أو الصغير، ومن بين هذه الأمور وعلى رأسها رؤية المشروع ؛ فمن خلالها نعرف ما هي
النقطة التي نريد الوصول إليها في المستقبل، وما هي المرحلة التي إن وصلنا إليها أمكننا الجزم بنجاح المشروع.
تنطوي هذه الرؤية على المستقبل مُصاغًا على هيئة طموحات، أو، بالأحرى، أهداف، يجب الوصول إليها، وكذلك الأدوات التي يمكن، من خلالها،
تحقيق ذلك. إنها، إذًا، بمثابة اعتبار المستقبل رهانًا، والتفكير بشأنه، والعمل على صياغته بطريقة مبتكرة.
.
كيف ننجز المطلوب؟
إذا كانت الرؤية الخاصة بهذا المشروع أو ذاك هو معرفة بل تحديد ما نريد تحقيقه في المستقبل، فإننا بذلك نكون قد سرنا نصف المسافة إلى هذا
المستقبل المنشود فعلًا؛ فمن لا يعرف أين يريد أن يصل سيكون كل طريق مناسبًا، وهو الأمر الذي يعني أنه سيظل يعدو دون أن يصل، ويصبح مشتتًا،
مبعثرًا، وكل أفعاله لن تكون مجدية.
لكن رؤية المشروع، التي نستقصي شأنها راهنًا، لا تسمح لنا بتحديد المستقبل الذي نود الوصول إليه فحسب، بل إنه، وفي ذات الوقت وبشكل متوازٍ،
ترسم لنا الطريق، التي يتعين علينا السير عليها للوصول إلى هذا الهدف.
ليس هذا فقط، بل إنها_ أي رؤية المشروع_ تزودنا بالأدوات، التي يجب استخدامها للوصول إلى الصورة المثالية للمستقبل الخاص بمشروعنا
الناشئ أو الصغير.
وبعيدًا عن هذا وذاك، ثمة أمر آخر يتعين علينا الإشارة إليه في هذا الصدد، مفاده: أن هذه الرؤية الخاصة بالمشروع تحفّز العاملين والمنتسبين إليه،
وتدفعهم دائمًا؛ لأنهم يضعون نصب أعينهم ذاك الهدف، الذي تمخض عن رؤية المشروع، ويستحثون السير، طوال الوقت، من أجل الوصول إليه، بل
واجتيازه إذا لزم الأمر.
.
الرؤية الواقعية:
قد يتصور البعض أنه من السهولة صياغة رؤية خاصة بالمشروع، طالما أن الأمر لا يعدو كونه كتابة بعض الطموحات على الأوراق، لكن الأمر، في
الحقيقة، ليس كذلك على الإطلاق؛ فعلى الرؤية أن تكون ملموسة، وواقعية من جهة.
ناهيك عن أنها يجب أن تكون متناغمة، ومتناسبة مع إمكانياتنا الواقعية، وما يتوفر لدينا من إمكانيات، وأدوات، وأن تكون، كذلك، على وفاق مع أهدافنا
الشخصية؛ فبدون ذلك سيحدث نوع من التضارب، ما يؤدي إلى إفساد المشروع والحياة الشخصية معًا.
يُفهم من هذا، إذًا، أن إعداد رؤية المشروع لا يجب أن يتم إلا بعد معرفة ما يتوفر لدينا من موارد، إمكانيات.. إلخ، ثم التخطيط للوصول إلى أفضل
مستقبل ممكن من خلالها.