الندم مصيدة الاحلام .. كيف تتعامل معه ؟
8 يناير، 2020رؤية المشروع.. هل تعرف إلى أين تسير؟
12 يناير، 2020
الاسم: جاك سعادة
تاريخ الميلاد: 7 فبراير 1937
تاريخ الوفاة: 24 يونيو 2018
الجنسية: فرنسي من أصل لبناني
الشركة: CMA CGM لنقل الحاويات والشحن
هاجر من بلاده إثر الحرب، واستطاع تأسيس إمبراطورية من الشركات الخاصة بالملاحة والشحن؛ ما جعل تجربته في ريادة الأعمال من أكثر التجارب
التي تعتمد على الإصرار، والتخطيط الجيد، فضلاً عن الرؤية المتطلعة للمستقبل، فكيف كانت بداية “جاك سعادة”؛ رجل الأعمال اللبناني الأصل؟
.
البداية
وُلد جاك سعادة بالعاصمة اللبنانية “بيروت” في 7 فبراير عام 1937، وتخرج في كلية لندن للاقتصاد عام 1957، ثم تعلم من الحياة دروسًا عملية في
تحمُّل المسؤولية؛ إذ تُوفي والده بعد عام واحد من تخرجه؛ ليتولى بدلًا منه إدارة الأعمال العائلية في عام 1958.
تمثّلت الأعمال العائلية في مجموعة مصانع في سوريا، تخصصت في إنتاج التبغ، وبذور القطن، وزيت الزيتون، والثلج، ثم سافر إلى نيويورك للحصول
على التدريب اللازم؛ حتى تعلّم المزيد عن الشحن العالمي، كما اكتشف هناك الحاوية التي استخدمها الجيش الأمريكي خلال الحروب؛ ما جعله يعتقد
بنجاحها في نقل البضائع بين الدول، مع ضمان السرعة وعدم إهدار الوقت.
.
الهجرة إلى فرنسا
اضطرته الحرب الأهلية إلى الهجرة إلى فرنسا؛ حيث استقر في مرسيليا عام 1978، ثم أسس شركة CMA للشحن البحري، التي أصبحت لاحقًا
CMA CGM.
انطلق “سعادة” بأعمال الشركة في الشحن بين مارسيليا ، وبيروت، وسوريا؛ حتى قرر عبور قناة السويس عام 1983؛ من أجل توسيع خطوط الشركة
إلى ميناء قابوس بخليج عُمان.
لم يتوقف جاك عند الحدود العربية فقط، بل قرر توسيع خطوط النقل البحري عبر القارة الآسيوية، وصولًا إلى اليابان، بعد أن لاحظ ازدهار
التجارة هناك.
.
التوسع العالمي
في عام 1992، افتتح أول مكتب إقليمي لشركته في مدينة شانغهاي الصينية، كما أوكل مهمة الإدارة إلى “جوان وانج”؛ الأستاذ بجامعة
شانجهاي البحرية.
في عام 1996، استحوذ “سعادة” على شركة CGM لنقل الحاويات والشحن، لينجح بعد عامين فقط، في الاستحواذ على الخطوط الأسترالية الوطنية؛
ما جعله يدمج كل الشركات في عام 1999 تحت اسم مجموعة CMA CGM.
.
وفي عام 2006، أنهى جاك عملية الاستحواذ على شركة DELMAS ؛ ما ساهم في أن تصبح مجموعته ثالث أكبر شركة للشحن في العالم، ثم قام
بثلاث عمليات استحواذ إضافية في عام 2007، تمثلت في الشركة الصينية للملاحة، وخطوط الولايات المتحدة، وشركة كوماناف للملاحة البحرية.
.
الأزمة الاقتصادية
تأثرت الشركات بالأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2009؛ إلا أن جاك عارض تفكيك المجموعة التي عكف على إنشائها لعقود من الزمان، فلم
يستسلم للأزمة؛ إذ وقَّع في عام 2010، اتفاقًا مع شركة عالمية؛ لتعزيز الهيكل المالي؛ وبالتالي تأمين التمويل اللازم لمشاريعها الاستثمارية.
استلمت المجموعة أول 3 سفن خاصة بها، بعد توقيع الاتفاق، وفي العام الذي أعقبه، حرص “سعادة” على توجيه طلب من “زها حديد”؛ المهندسة
العالمية؛ لبناء مقر الشركة الرئيس في مرسيليا وهو برج CMA CGM المكون من 33 طابقًا، والذي يضم أكثر من 2400 موظف.
في يونيو من عام 2013، التقى جاك بـ “فرانسوا هولاند”؛ الرئيس الفرنسي السابق الذي افتتح أحد مشاريع الشركة الجديدة، كما التقى به في عام
2015؛ لافتتاح مشروع آخر للشركة بميناء لوهافر.
في عام 2017 تولَّى “رودولف”؛ نجل جاك إدارة الشركة، قبل أن يرحل والده في 24 يونيو لعام 2018، تاركًا التاريخ يتحدث عن مسيرته في الكفاح،
والتغلب على الإحساس بترك الوطن.
.
جوائز وتكريمات
حفلت حياة جاك سعادة بالعديد من الجوائز والتكريمات، سواء في فرنسا، أو خارجها؛ حيث توّج بجائزة إنجاز الحياة من مجلة الشحن الإنجليزية الدولية
عام 2012، ثم حصل في عام 2014 على الدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية الأمريكية.
تولّى جاك كثيرًا من المناصب؛ إذ تولى رئاسة غرفة التجارة الفرنسية اللبنانية بين عامي 1986 و2014، كما ترأس مجلس رجال الأعمال
الفرنسيين والأردنيين.
.
الدروس المستفادة:
الاستثمار الجيد: على رائد الأعمال معرفة كيفية الاستثمار، وكيفية الاستحواذ على الشركات وفق خطته العملية.
توقيت المنافسة: يراعي رائد الأعمال، التوقيت العالمي، والظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، والتي تتحكّم في بقاء شركته بالسوق.
المثابرة: يُعد الإصرار هو السلاح السري لأكبر رجال الأعمال في العالم؛ إذ لا يأتي النجاح دون مجهود، كما أن التقلبات الاقتصادية قد تطيح بشركاتهم
إذا لم يتحلوا بالمثابرة؛ للقضاء على الأوهام المتعلقة بالفشل.
1 Comment
[…] يقرب من 90٪ من التجارة الدولية تتم من خلال صناعة الشحن العالمية. بدون هذا القطاع، سيكون […]