القضاء على الكسل في العمل.. احذر هذا الفخ
22 سبتمبر، 2020كيف تعيد تنظيم شركتك في خطوات؟
22 سبتمبر، 2020
لا أعتقد أن هناك أزمة سوف تمر على العالم الحديث مثلما مرت أزمة فيروس كورونا التي أظهرت معدن الإدارة “الحكومات”
وسطوع أو تخاذل نجم الفريق معهم “جميع الجهات المعنية”؛ فقد قيل: “في الأزمات يظهر معدن الإدارة، ويسطع
نجم الفريق”.
إن كثيرًا من الأزمات التي مضت؛ كالأزمات المالية أو غيرها، كانت تعصف بالبلدان، ولا تؤثر على كامل المجتمع أو العالم
ككل وعلى البشر في صحتهم، فلم تكن تُظهر حقًا ما الذي سوف تفعله الدول من أجل الإنسان وسلامته واطمئنانه؛
فالأزمات الاقتصادية مثلًا تؤثر على شريحة من الناس، وليس على الجميع، ولا تؤثر بالأخص في صحتهم.
عندما ظهرت هذا العام، الحاجة الملحة للحقوق الإنسانية، ظهرت معادن الحكومات، التي تهتم فعلًا بحقوق الإنسان،
ومدى حرصها على تقديم حياة كريمة له، وظهر معها قوة الدولة في الوقوف أمام الأزمات من جميع النواحي
الصحية والاقتصادية.
عندما أعود بشريط الذكريات إلى أزمة كورونا من بدايتها عالميًا وحتى عودة الحياة إلى طبيعتها، أتذكر كثيرًا من خطابات
قادة العالم عن مصير دولهم ومواطنيهم عن تلك الأزمة، لعل أبرزها خطاب رئيس الوزراء البريطاني جونسون الذي أُطلق
عليه “الخطاب الأسود” عندما قال: “كثيرون سيفقدون أحبابهم”.
لم تكن تلك صراحة من جونسون، بقدر ما بثته من رعب في قلوب كثيرين، ولاسيما مواطنيه، أما في دول أخرى فقد
سيطرت الصراعات داخل الحكومات بين من يؤيد فرض حظر التجول وبين من يرفضه وسط صراعات بين الحكومات أو
منافع اقتصادية، ضاربين بصحة الإنسان عرض الحائط.
في هذا الإطار، تعدت المملكة- بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، بمواقفها كثيرًا من
الدول والمنظمات، التي كانت تدعي طوال السنوات الماضية حرصها على حقوق الإنسان، بينما تلاشت شعاراتها واختفت
أمام أول أزمة حقيقية تواجه العالم الحديث، تجلّت خلالها المملكة في مواجهة الأزمة وعلاج الإنسان، بعد أن أمر خادم
الحرمين الشريفين بأن تتكفل المملكة بعلاج من أصيب بالفيروس، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا أو مخالفًا لنظام الإقامة، دون
اعتبارات مادية، أو حدودية، ودون تمييز أو تحيز، بل المساواة بين الجميع، عندما قال خادم الحرمين الشريفين:
“سنبذل الغالي والرخيص من أجل سلامة الإنسان”.
إن القوة التي ظهرت بها المملكة في مواجهة الأزمة، تجلت في جميع الجوانب، فبجانب ثبات النظام الصحي وعدم تأثره،
لم يتأثر المواطن بالأوضاع الاقتصادية التي اجتاحت دول العالم وأثرت عليها وعلى مخزونها من السلع.
لقد أثبتت السعودية أنها من أفضل 20 عملاقًا اقتصاديًا عالميًا، وأثبتت خلال أزمة كورونا أن دول العالم الأول ليست مجرد
حديث في الإعلام، بل ما يحدث على أرض الواقع أمام الأزمات.
لقد لاحظ المقيم ومخالف نظام الإقامة قبل المواطن، عظمة هذا الوطن في ثباته أمام أعتى الأزمات، وفي توفير كافة
احتياجات الحياة الكريمة له، فلم يشعر بنقص التموين أو تعطل النظام الصحي، أو تلاعب بالأسعار، لقد كانت الجهات
الحكومية محكمة سيطرتها على ألا تنجرف الحياة، ويذهب ضحيتها الإنسان على هذه الأرض، فمع أزمة كورونا وتأثيراتها
على الاقتصاد العالمي وتداعيات حرب النفط التي حدثت وانخفاض أسعاره، لم يكن هناك تأثير سلبي ملحوظ على الحياة
داخل السعودية.
لقد سطع نجم المملكة من بداية أزمة كورونا، عندما خاضت دول العالم الحرب في مواجهة الفيروس، فمنحت تلك الأزمة
السعوديين الشعور بالفخر والاعتزاز في اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية الاستباقية الموفقة، التي أصبحت مضرب
المثل عند جميع دول العالم، بما فيها الدول العظمى.
سيكون اليوم الوطني لهذه السنة مختلفًا بشكل ملحوظ عن ذي قبل، وسيبقى محفورًا في ذاكرة كل من عايش هذه الأزمة،
ليس لمن هم داخل الوطن فحسب، بل حتى لمن علقوا في الخارج وأرادوا العودة، ووفرت الدولة لهم كل الإمكانيات.
ففي الوقت الذي كانت تُجبر بعض الدول مواطنيها على التوقيع على فواتير الدفع اللاحق لتذاكر الطيران، أقامت السعودية
جسرًا جويًا لعودة مواطنيها، وتوفير السكن لهم مجانًا؛ حتى تنتهي فترة عزلهم.
لقد أدركنا- كسعوديين- سابقًا أن المملكة تتسابق للوصول إلى قمة المجد خلال الأعوام التي مضت في جميع المجالات، أما
هذا العام، فقد أدركت وأدرك العالم أنها وصلت إلى ذروة المجد والقوة عند أول أزمة تواجه العالم الحديث، وأنها مثال
يُحتذى به، عندما قامت بعمل الكثير مما لم تتمكن العديد من دول العالم المتقدم القيام به.