سؤال قد لا يكون من السهل الإجابة عليه في البداية، إذ كيف يكون لشركتك الناشئة مجلس إدارة إذا كنت المالك الوحيد لها الآمر الناهي في تسيير

شؤونها وسير العمل فيها؟ ما الحاجة إلى وجود هذا المجلس؟ ولم أحتاج إلى أن أقيِّد نفسي وحريتي في اتخاذ القرارات وقيادة العمليات؟

وجود مجلس الإدارة واجب قانوني إذا كانت شركتك من شركات الأموال، أي إن كانت شركة محدودة المسؤولية أم شركة مساهمة، إذ لا بد قانوناً

من وجود مجلس كهذا يشرف على تسيير أعمال الشركة ويتخذ القرارات المصيرية الهامة بشأنها.

أما شركات الأشخاص من تضامن وشركة توصية بسيطة، والمؤسسات الفردية المملوكة والمدارة قبل من شخص واحد فلا يفرض القانون عليها

تشكيل مجلس إدارة، وإنما قد يكون من مصلحة مالكها إيجاد هذا المجلس.

.

لم نؤسس المجلس؟

يحتاج مالك المؤسسة الناشئة أو الشركة الناضجة الذي يقوم بالعمل وحده إلى من يقيِّم عمله وإدارته وتسييره لأعمال هذه المؤسسة والشركة. هل

طريقته هي الأسلم؟ هل يسير في الاتجاه الصحيح؟ يقوم مجلس الإدارة المشكل تشكيلاً صحيحاً بهذه المهمة.

يساعد وجود مجلس الإدارة على إيلاء الجوانب الكبرى الخاصة بالشركة قدرها من الأهمية، إذ قد تكون إدارة الشركة مشغولةً بالأمور التشغيلية

والعملياتية اليومية، فلا تعطي الجوانب الاستراتيجية قدرها من الاهتمام. فالمجلس يساهم في وضع خطة العمل، صياغة استراتيجية الشركة وبيان رؤيتها

(Vision Statement)، اختيار سياسات العمل فيها، وكذلك له دور كبير في تأهيل واختيار من سيخلف المدير الحالي في إدارة الشركة. ويراقب

مجلس الإدارة كذلك الأداء المالي للشركة، وصورة الشركة في الأسواق ومدى نجاح منتجاتها وخدماتها.

.

ما سلطات المجلس؟

يمكن لمجلس الإدارة أن يتخذ لناحية سلطاته شكلين اثنين: مجلس إدارة يملك صلاحيات وسلطات قانونية بتوجيه دفة الشركة وكذلك يتحمل مسؤولية

قانونية عن نتائج أعمالها. أو أن يكون مجرد مجلس استشاري تنحصر مسؤوليته فقط في تقديم الرأي والمشورة لمالك الشركة أو من يديرها، دون أن

يتوجب على هذا الأخير اتباع هذا الرأي وتنفيذه، بمعنى أن فائدته للشركة تكون بجلب خبرة إضافية تستفيد الشركة منها لا تكون متوافرة لدى مالك

الشركة ومن يديرها ويعمل فيها.

.

من أعضاء المجلس؟

لم أختر الصورة المرافقة لهذه المقالة عبثاً، وإنما قصدت بها أن أعضاء المجلس يجب أن يتم انتقائهم بحرص وروية، لا أن يكون المجلس شكلياً فقط

لتلبية المتطلبات القانونية، ولا أن يحرص مالك الشركة على تشكيل مجلسٍ يربي فقط رغباته، بحيث يبقي تسيير الأمور كلها بيده وحده، ويختار مجلساً

يكون ممن يوافقه على جميع آرائه وقراراته، ويهز رأسه بالإيجاب على كل ما يقوله.

من المفضل أن يكون عدد جيد من أعضاء مجلس الإدارة مستقلين عن الشركة، بمعنى أن لا يكونوا مالكين لها أو عاملين فيها، وذلك لضمان حياديتهم

أولاً، ومن ثم صراحتهم في مناقشة وطرح القضايا الهامة أمام المجلس، وحريتهم في إبداء الرأي فيها.

ومن اللازم أن يتم اختيار أعضاء المجلس من ذوي الخبرة في الأعمال التجارية وأن يكون لديهم خلفيات علمية وخبرات عملية متعددة. ويتكون مجلس

الإدارة عادةً من محام، مستشار مالي، شخص ذو خبرة بالأعمال المصرفية، فضلاً عن مدراء شركات أخرى أحياناً.

يسمح مجلس الإدارة لك بأن تنظر إلى كل زاوية وكل جانب من جوانب شركتك وكيفية سير العمل فيها، كما ويمنح شركتك سمعة إضافية إيجابية

مرتبطة بمكانة الأعضاء الذين يجلسون في هذا المجلس، فلا تقلل من أهمية هذه الأداة الاستراتيجية التي سيكون لها آثار إيجابية هامة على شركتك.