كيفية تعزيز روح الفريق
19 أغسطس، 2020كيف تجد شريكًا لمشروعك؟
24 أغسطس، 2020
صاحب ظروف العيش في المجتمع الصناعي وما بعد الصناعي، وطريقة أداء العمل وبنيته، الكثير من المظاهر السلبية
الخطيرة، ولعل متلازمة الاحتراق الوظيفي هي أحد هذه الآثار السلبية للعمل الحديث. لم يكن لهذا المصطلح وجود قبل
الستينيات، لكن، ونظرًا لتفشي الظاهرة وانتشارها، أمسى الاحتراق الوظيفي شائعًا، وتوالت الدراسات والبحوث التي
تتناوله من شتى الجوانب.
وتم إقرار الاحتراق الوظيفي من قِبل منظمة الصحة العالمية في دليلها التشخيصي للأمراض والاضطرابات؛ حيث تم
تصنيفه تحت بند الظواهر المرتبطة بالعمل وبيئات العمل المختلفة.
وتشير إحصاءات الهيئة التنفيذية البريطانية للصحة والسلامة في بيئات العمل إلى أن 595 ألف شخص في المملكة
المتحدة وحدها كانوا يعانون من الضغوط النفسية المرتبطة ببيئات العمل في عام 2018.
.
أسباب الاحتراق الوظيفي
هناك الكثير من الأسباب التي قد تتسبب في ظهور أو الإصابة بـ متلازمة الاحتراق الوظيفي؛ ومنها نذكر ما يلي:.
1) ضغط الوقت
ضيق الوقت هو المصدر الرئيسي للإرهاق، ووجدت بعض الدراسات أن أغلب الموظفين يقضون ما يصل إلى 80% من
يومهم في الاجتماعات، والتحدث في الهاتف، والرد على رسائل البريد الإلكتروني؛ ما يعني أن لدينا بالفعل وقتًا محدودًا
لإكمال العمل الحاسم المُلقى على عاتقنا.
والسيئ في الأمر أن ضيق الوقت يتسبب في سلسلة من الضغوط التي قد تؤدي في النهاية إلى الاحتراق الوظيفي.
.
2) المديرون غير الداعمين
هذا أيضًا قد يكون أحد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بـ متلازمة الاحتراق الوظيفي، وأشار تقرير صادر عن “Gallup”، في عام
2018، إلى أن الموظفين الذين يشعرون بدعم قوي من قِبل مديريهم تقل احتمالية إصابتهم بالإرهاق بنسبة 70%.
.
3) المسؤوليات غير الواضحة
على الرغم من أن أغلب الموظفين يقولون إنهم يعرفون ما هو مطلوب منهم تمامًا، فإن الحقيقة عكس ذلك، فغالبًا ما يكون
هناك عدم وضوح في المسؤوليات الملقاة على عاتق كل موظف، والمؤكد أن مطاردة أهداف متحركة ستصيب الموظفين
بحالة من الإحباط والإعياء؛ فهم لا يشعرون بالإنجاز، ولا بأنهم أدوا ما عليهم.
.
4) الأعباء المفرطة
الموظفون مهارة وأعلاهم كفاءة هم الذين، في الغالب، يحصلون على الكثير من الأعمال، وعلى الرغم مما في هذا من أمر
جيد، سواءً تعلق الأمر بثقة مديرك بك أو باعتزازك بنفسك، فإن هناك خطورة ما؛ إذ قد تتسبب هذه الأعباء المفرطة في
استنزافك، والإجهاز على كل ما لديك من طاقة.
.
5) الخلط بين العمل والحياة الشخصية
إن جلب العمل إلى المنزل، أعني التفكير في العمل بعد انتهاء وقت الدوام، أحد أبرز الأسباب التي قد تقود إلى متلازمة
الاحتراق الوظيفي؛ فكل شيء هنا سيصبح غائمًا، وسيتأثر عملك وحياتك الشخصية سلبًا من جراء هذا التداخل.
.
ولا شك في أنه من الواجب على المدراء والقائمين على العمل في الشركات المختلفة أن ينظروا في هذه الأسباب، وأن
يحاولوا وأد الاحتراق الوظيفي عن طريق القضاء على أسبابه، وهذا أسهل بكثير من معالجة الآثار السلبية الناتجة عن هذه
الظاهرة الخطيرة.
.
الأعراض
هناك الكثير من الأعراض التي قد تصاحب الاحتراق الوظيفي، لكن منظمة الصحة العالمية ذكرت ثلاثة أعراض أساسية؛ هي:
الشعور المستمر بالإنهاك والاستنزاف نفسيًا وجسديًا، وجود أفكار ومشاعر سلبية متعلقة بالعمل، وانخفاض في
الأداء والإنتاحية.
ولسنا بحاجة إلى الإشارة إلى آثار كل واحد من هذه الأعراض في العمل، إذ لك أن تتخيل أن موظفًا منهكًا على شتى الصُعد
ماذا يمكنه أن يقدم؟! لكن مما يجدر ذكره في هذا الصدد أن الموظفين الأكفاء والمتفانين هم أكثر الناس عرضة لـ متلازمة
الاحتراق الوظيفي، وحماية هؤلاء الموظفين تتطلب جهدًا مزدوجًا من قِبل الشركات؛ إذ من الواجب عليها إدراك أن هناك
حدودًا لطاقة البشر، وأن إنهاك هؤلاء الموظفين الأكفاء سيعود عليها هي نفسها بخسائر جمة، أبرزها فقدان هذا الموظف
لطاقته وحماسه.
ومن ناحية أخرى، على الموظفين المهرة والأكفاء أن يضعوا حدودًا بين عملهم وحياتهم الشخصية، وألا يفرطوا في العمل،
وفي مراكمة الأعباء فوق رؤوسهم، وتقليل التعرض للضغط قدر الإمكان؛ فهذا أدعى لاستمرارهم في نجاحهم وأدائهم الجيد.